أقانيم اللاهوت
كلمة أقنوم، وهي ليست كلمة عربية، بل سريانية، تدل على من له تمييز (distinction) عن سواه بغير انفصال عنه. وهكذا أقانيم اللاهوت؛ فكل أقنوم، مع أن له تميز عن الأقنومين الآخرين، لكنه غير منفصل عنهما. وبذلك يمارس الله أزلاً وأبداً كل الصفات والأعمال الإلهية بين أقانيم اللاهوت. وبذلك كان يمارس الله صفاته في الأزل قبل وجود المخلوقات، وبغض النظر عن وجودها، إذ أنه - نظراً لكماله - مكتفٍ في ذاته بذاته. فإن العقل والمنطق يرفض الفرض بأن صفات الله كانت عاطلة في الأزل ثم صارت عاملةً عندما خلق، لأنه لو كان الأمر كذلك يكون الله قد تعرض للتغيير والتطور، وهو له كل المجد منزه عن كليهما تنزيهاً مطلقاً!
أسمى من العقل!
هذه الحقيقة، أعنى وحدانية الله الجامعة المانعة، واكتفاء الله بذاته لإِظهار كل صفاته عن طريق وحدانية الله وتعدد أقانيمه، نقول إن هذه الحقيقة نلتقي بالفعل فوق العقل والإِدراك. لكن هذا لا يعيبها بل بالعكس إنه دليل صحتها. فالعقل إذا اخترع شيئاً فإنه يخترع ما يتناسب مع قدرته وفي حدودها. فكون هذه الحقيقة أسمى من العقل فهذا دليل على أنها ليست من إنتاجه.
لقد شغلت هذه المعضلة ذهن المفكر المسيحي القديم القديس أغسطينوس، دون أن يهتدي إلى حل يقنعه تماماً. وفي ذات يوم بينما كان مستغرقاً في هذه الأفكار وهو يسير على شاطئ البحر وجد طفلا يلهو على رمال الشاطئ. وأراد المفكر أن يسري عن نفسه فاقترب من الطفل وسأله ماذا تفعل؟ أجابه الطفل إني أحاول أن أنقل ماء البحر إلى هذه الحفرة أتتحدى حفرتها!
كانت هذه الإِجابة من الطفل سهماً أصاب أغسطينوس في الصميم. فكف عن محاولة فهم هذا الموضوع بالعقل. والواقع أنه من المنطقي أن يكون الله فوق العقل، في إذا أمكننا أن نستوعب إلهاً بعقولنا لا يكون هو الله.
فإن كنا لا نقدر أن نستوعب الخالق بعقولنا يكون من باب أولى ألا تصلح هذه العقول للحكم على ما يتنازل الله بالنعمة ليعلن لنا به عن ذاته. نعم، فالله لم يعطنا العقل لنفهم به الخالق بل لنفهم به الخليقة. أما أمام الخالق العظيم؛ الله، فينحني العقل شاعراً بصغره تماماً.
وبما اننا نتكلم عن الله الواحد الذي لا شريك له فيجب ان نضع في حسباننا مايلي
ان الله لا بد ان يكون له صفات الكمال وصفات الكمال تقتصر على حتميه وجود الله وعلى ان يكون هذا الاله حي وعاقل
فغير الممكن ان يكون من يهب الوجود غير موجود
وكذلك الامر من يهب الحياة غير حي
ومن يهبنا العقل غير عاقل
ومن خلال الصوره الموضوعه بالاعلى تستطيع ان تستنتج ان الله هو ثالوث في واحد موجود اي له ذات حي اي له روح عاقل اي له عقل والحكمه . واذا نظرنا لها سنجدها ثلاث صفات ادبيه مختلفه عن بعضها في الادوار لكنها مكمله بعضهما لبعض ولا تتعارض ابداً مع وحدانيه الله لا من قريب ولا من بعيد
وتستطيع ان تقول بكل جراة انا اعبد اله موجود وحي وعاقل بلا خوف من ان يفهمك احد انك تعبد ثلاث الهه
ولو لم تعترف بهذه الحقيقه اخي المسلم فتأكد ان معبودك ليس هو الله الخالق كلي الكمال والقدره ويكون هذا الاله ناقص ومحتاج ومتغير وحاشا لله من ذلك القول
نتمى ان نكون قد بسطنا معنى الثالوث وان تكون اخي المسلم ايقنت حتيمه والزاميه الثالوث لكمال الله
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
شكراً لمروركم الكريم
يرجى ان يكون تعليقك يخص نفس الموضوع
سوف يتم الرد عليكم ان وجد في سؤال يخص الموضوع
ان كان التساؤل لا يخص الموضوع سوف يتم تجاهله