هل الإسلام دينٌ أو عقدةٌ نفسيٌّة ورثها المسلمون من محمّدٍ؟

هل الإسلام دينٌ أو عقدةٌ نفسيٌّة ورثها المسلمون من محمّدٍ؟

قلت أنّ الإسلام لا يرقى لأن يكون دينًا متكاملاً؛ فعلى الصّعيد السّياسي، الإسلام لا يتعدّى كونه محاولةً فاشلةً لتأسيس أسرةٍ حاكمةٍ بقيادة محمد، وعلى الصّعيد الرّوحاني، فالإسلام خاوٍ من أيّ قيمٍ روحانيّةٍ، أو حتّى أخلاقيّةٍ للتّعامل مع الحياة، وعلى الصّعيد اللّغوي، فالقرآن مليءٌ بالأخطاء النّحويّة والإملائيّة، أمّا على مستوى العلاقات الإنسانيّة، فالإسلام ينظّم العلاقات بين البشر على أساس الغالب والمغلوب، والسّيّد والعبد، وكامل العقل وناقصة العقل، وأهل الجنّة وأهل النّار، ما يعني تقسيمًا طبقيًّا فاشيًّا للمجتمع يعكس عنصريّة محمّد وكراهيته للآخر.
لكن ماذا عن المستوى النّفسي؟ وما دور الإسلام في التأثير بنفسيّة المؤمن به؟ وكيف يشكّل الإسلام شخصيّة المسلم، وينظّم حياته اليوميّة وطبيعة علاقته مع الآخرين؟
هل يجعل الإسلام المسلم إنسانًا سويًّا منتجًا مسالمًا، أم يخلق إنسانًا آليًّا يتصرّف بشكلٍ ميكانيكيٍّ غير عقلانيٍّ دون أيّ سبب سوى تقليد محمّدٍ، وفي هذه الحالة، ماذا لو كان محمّدٌ مريضًا نفسيًّا، هل يعني ذلك أنّ المُسلم اليوم يتصرّف كالمريض النّفسي هو الآخر دون أن يدري؟ لنبحث في ذلك.
حياة محمد المبكّرة وتأثيرها في تكوينه النّفسي
قبل أن نبحث في الإسلام وتأثيره المرضيّ على متّبعيه، لا بدّ أن نبحث أوّلاً في الحياة المبكّرة لمحمّدٍ والظّروف الّتي شكّلت شخصيته غير السّويّة.
كمراهقٍ، نشأ محمّدٌ في ظروفٍ مثاليّةٍ لإنسانٍ مرشّحٍ لأن يكون “سايكوباتي” لاحقًا في مرحلة الرّجولة؛ فمحمّدٌ كان طفلاً يتيمًا محرومًا من حُبّ الأبوين، وربّما عانى من احتقار أقرانه من أطفال قريشٍ كما يفعل الأطفال عادةً في المدارس اليوم لطفلٍ “غير طبيعيٍّ”.
لقد زرعت هذه الظّروف البذرة الأولى لإنسانٍ حاقدٍ على بيئته الاجتماعيّة؛ إذ أنّ كونه محرومًا من امتيازات أقرانه، كأبٍ يرعاه أو إخوة كبارٍ يدافعون عنه متى تعرّض للتّهديد، أو الأذى من أقرانه في أزقّة مكّة.
وُلِدَ محمّدٌ لآمنة بنت وهبٍ وزوجها عبد الله من قريشٍ، أو هكذا يَعتقد المسلمون؛ لأنّه لا يوجد توثيقٌ لنسب محمّدٍ الحقيقي، فهناك قِصصٌ عن كون محمّدٍ الابن البيولوجي لحليمة السّعديّة (مرضعته المفترضة) واسمه مسرود، وتمّ استبداله بمحمّدٍ، والّذي كان اسمه الأصلي قثم.
نعم أعلم! يبدو الموضوع كمسلسلٍ مكسيكيٍ، لكنّها حقيقة الواقع آنذاك، فاختلاط الأنساب بين العرب شيءٌ عاديٌّ في مكّة، ولا يهم مَن ابن مَن بيولوجيًّا طالما اعترف الأب بالابن، فلم توجد اختبارات فصيلة الدّم أو الحمض النّووي آنذاك لتحديد الأبوة البيولوجيّة؛ فالاختبار الوحيد للأبوة كان عبارةً عن ربط خرقةٍ على سدرة في حدود مكّة قبل أن يغادر الرّجال للتجارة أو الغزو، فإن وُجدتِ الخرقة كما هي عند عودة الرّجل فهذا يعني أنّ زوجته لم تخنه، وإلّا فالعكس صحيحٌ، ولكم أن تتخيّلوا مصداقيّة هذا الاختبار على أرض الواقع،
وعلى العموم، سَمّت آمنة ابنها قثم، وغَيّره جدّه عبد المطّلب لاحقًا إلى محمّدٍ؛ لأنّه أقرب لأسماء قريشٍ.
كانت مكّة، والّتي نشأ فيها محمّدٌ، باريس جزيرة العرب بمعايير اليوم الحاضر، وكانت قريشٌ بمكانةِ عائلةِ البوربون الأوروبيّة (أيّ؛ دماءٌ زرقاءٌ) ولم يكن ذلك غير مبرّرٍ، فقريشٌ كانت بالفعل من عليّة القوم؛ ففيها التّجّار، وبعكس ما روّجه محمّدٌ لاحقًا عندما سوّق كذبًا مفهوم “الجاهليّة”، كان بينهم المفكّر والنّاقد والشّاعر بل حتّى الفيلسوف.
وخذوها مني قاعدةً، متى اجتمعت التّجارة مع الفكر فالنّتيجة السّياسيّة هي اللّيبراليّة وتقبّل الآخر المختلف، وبعكس ما روّجه محمّدٌ، كانت مكة مكانًا منفتحًا، تعيش فيه جميع الدّيانات والأعراق جنبًا إلى جنبٍ بسلامٍ ووئامٍ، فاليهود يحجّون جنبًا إلى جنبٍ مع عبدةِ اللّات والعزّى، والمسيحيون يتحاورون مع الصّابئة حول طبيعة المسيح، بينما ينشد الوثنيون أجمل أشعار عمرو بن كلثوم مثل:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا – وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا – إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ – إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ – عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو – وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو – بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ – وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا
وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا – مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا
… إلى أن جاء محمّدٌ

محمّدٌ وحواره مع قريشٍ

كما أسلفت، احتوت قريشٌ في طلائعها الفكريّة على نخبة مكّة المتحضّرة، مقارنةً بأعراب الصّحراء الجهلة والمتوحّشين بطبعهم، بسبب تاريخها الحافل بالتّجارة والاطلاع على حضارات الأمم الأخرى من اليمن جنوبًا إلى بلاد الشّام شمالاً، فكانوا بطبيعة الحال يجيدون لغات مثل السّريانيّة والأشوريّة والرومانيّة كونها اللّغات السّائدة في منطقة الهلال الخصيب.
وقد حاول محمّدٌ في البداية أن يحاور قريشًا، ويقنعهم بأفكاره، فخاطب أشراف قريش مثل أبي الحكم بن هشام (الّذي شتمه محمّدٌ لاحقًا بنعته بـ أبي جهلٍ) والنّضر بن الحارث أمام الملأ في مكّة محاولاً إقناعهما أنّه صاحب رسالة إلهيّةٍ جديدةٍ.
ولاحظْ، يا عزيزي القارئ، أنّه لم يعترض أحدٌ من قريشٍ على ذلك؛ لأنّ حرّيّة التّعبير كانت مكفولة حسب أعرافهم، وإلا لما كانت ضواحي مكّة المقرّ الموسمي لسوق عكاظ، حيث يتبارز الشّعراء بما تجود به قريحتهم من قصائد؛ فقالوا له: تفضّل يا محمّد، هاتِ ما عندك، ما رسالتك؟ أقنعْنا إن كنتَ من الصّادقين.
طبعًا محمّدٌ لم يكن مؤهّلاً على الإطلاق لمجارة أمثال هؤلاء فكريًّا أو حتّى لغويًّا، ولا أحد يعلم لماذا تجرّأ محمّدٌ على مناقشة عُتاةِ مفكّري قريش في العلن.

محمد بيع الماء في حارة السّقايّين

قرأ محمّدٌ بعضًا من قرآنه أمام مفكّري قريش، وعلى الفور سقط في الاختبار، حيث انتقدوا ركاكة أسلوبه وتقليده الأعمى لشعراء مكّة من أمثال امرئ القيس، كما بيّنتُ في مقالٍ سابقٍ؛ إذ لا يصعب أن نتخيّل شعور محمّدٍ، وهو يُهان في العلن برسوبه في نقاشٍ حرٍّ يمثّل اختبارًا شفهيًّا لحجّته وبلاغته، وبالتأكيد زعزع هذا الموقف ثقة محمّدٍ بنفسه، فكان يقول لهم إنّه رسولٌ من السّماء، وهم ينعتونه بالهلوسة والجنون، ويمكن الاستدلال على حيرة محمّدٍ آنذاك من قرآنه في سورة الأنبياء عندما قال:
“اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ. مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ. لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ. قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ، مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ” (الأنبياء: 1-6)
يتّضح لنا هنا أن قريشًا نعتت محمّدًا بالسّاحر المهلوس، وطلبت منه أن يثبت لهم نبوته كما فعل الأوّلون من قبله إن كان صادقًا، فعرض عليهم محمّدٌ قرآنه هذا كدليلٍ كافٍ على نبوته!

 وطبعًا سخروا منه على هذا الرّدّ السّريع، وخصوصًا أنّه يكرّر ما قالوا له، فمحتوى القرآن ليس شيئًا جديدًا بالنسبة لهم، فقد سمعوا أساطير عاد وثمود ومئاتٍ غيرها قبل أن يولد محمّدٌ، فما دهاه يكرّر نفس الكلام عليهم ويدّعي أنّه دليلٌ على نبوته؟ صراحةً، أسجّل إعجابي هنا بقريشٍ لتحمّلهم هرطقات محمّدٍ والاكتفاء بالضّحك عليها بدلاً من ضرب عنقه لاستهزائه بمعتقداتهم وموروثاتهم كما كان ليفعل أيّ مسلمٍ صالحٍ في يومنا هذا.
كانت قريشٌ ليبراليّةً بمفهوم اليوم، وهذا ما يفسّر ازدهار مكّة الثّقافي والتجاري، وبقدر إعجابي بقريشٍ، يزداد حنقي على محمّدٍ الّذي دمّر إعلام هذه القبيلة الرّائعة بدمٍّ باردٍ، فقط لحقده عليهم.
لم يكن كلام محمّدٍ مكرّرًا فحسب، بل بمعايير نخبة قريشٍ كان تحفةً في الرّكاكة اللغويّة، وكما قلت، فالمعركة لم تكن متكافئةً، فتخيّل طالب سنة أولى لغة عربيّة يحاجج طه حسين!

المعركة الفكريّة كانت خاسرة منذ البداية

هل أعلن محمّدٌ استسلامه؟ كلا، عاد فانقلب على الله، وألقى اللّوم عليه لركاكة الأسلوب! فبدلاً من أن يتحمّل محمّدٌ مسؤوليّة أخطائه وركاكة أسلوبه رمى الحمل على الله في سورة يونس عندما قال:
“وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ.” (يونس: 15)
لاحظْ، يا عزيزي القارئ، خُبث محمد، فعندما أفحمه سادة قريشٍ وبيّنوا أخطاءه وطلبوا منه بكلّ رقيٍّ تصحيحها والمحاولة مرة أخرى، فردّ عليهم بالتّالي: أنا مجرّد ببّغاء يكرّر كلام الله كما هو وبأخطائه، ولا تلقوا اللوم عليّ؛ لأنّي لا أجرؤ على تصحيح كلام الله، لكي لا يعذبني يوم القيامة! فهو يشتم الله ويوافق قريشًا على ارتكابه الأخطاء اللّغويّة التي لا يستطيع أن يغيّرها؛ لأنّه يخشى عذاب الله؟! كيف تركّب هذه؟ إذا كان ربّك يخطئ لغويًّا، فهذا أكبر دليلٍ على أنّه ربٌّ ضعيفٌ أو كاذبٌ، إمّا ذلك أو أنّ الكلام من تأليفك! ولا يوجد خيارٌ ثالثٌ.

 تخيلّ حالة محمد النفسيّة، وهو يتلقّى مثل هذه الصّفعات الفكريّة أمام الملأ من أبي الحكم بن هشام والنّضر بن الحارث؛ فأقل ما يمكن أن يقال في وصف حالته هو الشّعور بالقهر والاهتزاز النّفسي.
طبعًا، وكعادته، لم ينسَ محمّدٌ هذه الإهانة الّتي كشفت ألاعيبه، فأمر بقتل الاثنين بعد أن استقوى في غزوة بدرٍ في أبشع صورة يمكن تخيّلها؛ ففي موقعة بدرٍ أمر محمّدٌ أحد إرهابيّيه، وكان يُدعى عبد الله بن مسعود البحث عن جثة أبي الحكم فوجده، وهو في آخر رمقٍ فوضع رجله على عنقه، وأخذ لحيته؛ ليحتزّ رأسه فنظره أبا الحكم بالعين وقال: لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رويعي الغنم، مستهزئًا براعي الغنم السّابق الّذي على وشك أن ينحر أحد سادة قريشٍ مثل الشّاة، فلمّا احتزّ ابن مسعود رأسه ذهب به لمحمّدٍ وقطع أحد أذني أبي الحكم أمامه، فضحك محمّدٌ كثيرًا على خفّة دمّ ابن مسعودٍ، وقال: أذنٌ بأذنٍ والرّأس زيادةٌ!
ويقال إنّ أبا الحكم كان قد أمر بقطع أذن ابن مسعود في السّابق لذنبٍ اقترفه، فهل تتخيّلون إنسانًا سويًّا يضحك على قطع رأس أحد أعمامه أمامه؟ لم يكن محمّدٌ إنسانًا حاقدًا فقط، بل كان مريضًا نفسيًا بكلّ المعايير.
لم تضطهد قريشٌ محمّدًا أو تؤذيه جسديًّا، لكن إصراره المتكرّر على محاولة إقناعهم أنّه رسولٌ دفع به إلى مواجهاتٍ فكريّةٍ أدت جميعها إلى إذلاله في العلن، وهذا بالنسبة لشخصيّةٍ مريضةٍ مثل محمّدٍ كان أكثر ألمًا من القتل، واهتزازه النّفسي نتيجة هذه المواجهات أدّى به إلى التفكير جديًّا في الانتحار، فيقول في سورة الكهف:
“فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا.” (الكهف: 6)
ترجمة: هنا يقول ربّ محمّدٍ الخيالي له: ربّما تفكّر في قتل نفسك لأنّهم – أيّ قريشٍ – كذّبوا كلامك.
قلتُ في السّابق إنّ محمّدًا كان يعاني من السيكوباتيّة، وهنا يتبيّن أنّه ربما كان يعاني من الشّيزوفرانيا الانتحاريّة كذلك، وإلّا كيف نفسّر ظهور أصواتٍ في رأسه تدعوه للانتحار؟
في الواقع،إنّ قصّة جبريل في غار حراءٍ بحدّ ذاتها كافيةٌ لإسباغ صفة الجنون على محمّدٍ الّتي تتكرّر في القرآن على لسان قريشٍ، وكما يقول المثل لا دخّان بلا نار؛ فنعت قريشٍ المستمرّ له بالجنون بدلاً من الجهل أو الغباء مؤشّرٌ على أنّه على الأقلّ كان إنسانًا غريب الأطوار، وربّما كان يتجوّل في أزقّة مكّة مخاطبًا نفسه، والأطفال يرمونه بالحجارة والروث، وربما رأفة قريشٍ به لم تكن فقط لأنّه يتيمٌ، بل لأنّهم كانوا متيقّنين أنّه مجنون فيحاورونه مرّة ويتجاهلونه مرّاتٍ، إلى أن أصبح الوضع لا يطاق بالنسبة له، فقريشٌ تسخر منه من ناحيةٍ، والأصوات في رأسه ترفض أن تتوقّف من ناحية أخرى، فكان الحلّ هو الهروب إلى المدينة (يثرب)، لكن، قبل أن نأتي على هذه الحقبة لنَصِفْ حالة محمد النفسيّة إكلينيكيًّا.

محمّدٌ وعقدة الدّونيّة

تُعرَّفُ عقدة الدّونيّة أو النّقص في علم النّفس على أنّها شعورٌ عامٌّ عند المريض أنّه أقلّ مكانةٍ ممّن حوله، ويكمن هذا الشّعور في العقل الباطن ويدفع المريض للتّعويض عنه بأحد أسلوبين، إمّا الاندفاع نحو الإنجاز والنّجاح الباهر، أو تبنّي سلوكيّات غير سويّةٍ مثل ارتكاب الجرائم وإلحاق الأذى بالآخرين، كما تنشأ عقد الدونيّة عادةً في مرحلة الطّفولة، ومن أهمّ أسبابها غياب الوالدين، أو النّقد المستمرّ لسلوك الطّفل من قبلهم، أو التّركيز على أخطاء الطّفل بدلاً من نجاحاته، وكذلك وجود أيّ عيوب خُلقيّة أو عقليّة في الطّفل تجعله يشعر أنّه أقلّ من أقرانه.
ممّا تقدم، ونتيجةً لخبرة محمّدٍ المبكّرة في مكّة كما بيّنْتُ، فليس بالمستغرب أنّ محمّدًا كان يعاني من عقدة الدّونيّة، وهو الطّفل اليتيم المهمَل الّذي يعيش بين عليّة القوم، وعندما حاول أن يجاري هؤلاء ويحاورهم؛ ليرمّم شيئًا من كرامته واحترامه لذاته سخروا منه واحتقروه، أو هكذا بدا له، وذلك عندما فشل في مبارزتهم فكريًّا، وكانتِ النّتيجة التّعويض بتبنّي العنف والإجرام ضدّ من يعتقد أنّهم خصومه كما سيتبيّن لاحقًا.

هروب محمّدٍ إلى المدينة وانتشار أفكاره بين الجهلة والغوغاء

مقارنةً بمكّة، فالمدينة (يثرب) كانت قريةً منسيّةً، فلم تتمتّع بمظهر (برستيج) قريش وكعبتها وتجارتها وحجّها الّذي تحضره العرب واليهود والأعاجم، فقد كان قاطنو يثرب من قبيلتي الأوس والخزرج، ومقارنةً بقريشٍ، فقد كانوا أقلّ مكانةٍ عند العرب لهجرة أجدادهم من اليمن عند انهيار سدّ مأرب أو قبيل ذلك، وعندما جاءهم هذا القرشيّ المكيّ للإقامة بينهم فرحوا به على الرّغم من أنّه نكرةٌ في قريشٍ وأنشدوا فيه الأناشيد وغيرها من الخرابيط.
إنّ ضعف الأوس والخزرج الثّقافي وعدم إلمامهم باللّغات والحضارات الأجنبيّة جعلهم فريسةً سهلةً لخطاب محمّدٍ الدّينيّ الّذي لم يفلح به في باريس العرب، مكّة؛ فقد صدّق جهلةُ يثرب كلام محمّدٍ من أوّل مرّة على الرّغم من تحذير اليهود لهم أنّه مجرّد اجترار لما قاله الأوّلون، وأنّه لا شيء فيه يثبت نبوة محمّدٍ، لكن لا حياة لمن تنادي، ونلاحظ هنا أنّ الإسلام قائمٌ على الجهل، فينتشر بسرعةٍ بين الجهلة والرّعاع، بينما يسخر منه المثقّفون كما فعل أبو الحكم بن هشام.
وهذه الخاصّيّة موجودة بيننا حتّى اليوم، فنجد أنّ الأغلبيّة السّاحقة من المسلمين جهلةٌ وأمّيون وأناسٌ فاشلون في حياتهم بشكلٍ عامٍّ، باستثناء تجّار الدّين بالطّبع.
هل تعلمون أن 90% من المسلمين لا يتّقنون اللّغة العربيّة إذا ما أخذنا في الاعتبار أنّ أغلبيّتهم في بلدانٍ مثل أفغانستان وباكستان وأندونيسيا؟ لذلك تجدهم يتمتمون القرآن مثل الببغاوات في صلاتهم، وهل تلاحظ تركيز المسلمين على حفظ القرآن بدلاً من فهمه، لماذا؟! هل لأنّ أيّ محاولة لفهمه سوف تؤدّي بالإنسان العاقل المتعلّم إلى التّوصّل لنتيجة أنّه مجرّد هراءٍ غير مترابطٍ صادرٍ من إنسان مختلّ عقليًّا؟ هل كان محمّدٌ يعلم ذلك، أو أنّها مجرّد ضربة حظٍّ؟ لماذا اختار محمّدٌ يثرب بالذّات؟ ولماذا يصرّ على حفظ القرآن بدلاً من مناقشته؟ هل كان يعلم أنّ أهلها جهلةٌ، وسيصدّقون أيّ شيءٍ يقال لهم طالما أنّه يُكَرّر عليهم ليلاً نهارًا؟ ربّما، لكن هذا مبحثٌ آخرٌ.
من هنا نرى أنّ عقيدة محمّدٍ ازدهرت بسبب الجهل، وهو شيءٌ اكتشفه محمّدٌ عندما أفلس من تسويق عقيدته الهشّة على عقلاء مكّة، فتوجّه إلى بسطاء يثرب الّذين انتشر بينهم الإسلام كالنّار في الهشيم، ثم أنه استغلّ محمّدٌ دهماء يثرب للانقضاض على نخبة مكّة المسالمين عن طريق السّطو على قوافلهم التّجاريّة كما حدث في بدرٍ، وما كادت رجله تطأ مكّة بعد أنّ استقوى، حتّى باشر في التّخريب، فحطّم تماثيل آلهة العرب، والّتي تعتبر جزءًا مهمًّا من تراثهم وثقافتهم، وألغى سوق عكاظ الفكري باعتباره مكانًا للّهو واللغو والانشغال عن عبادة محمّدٍ، وتكرار قرآنه ليلاً نهارًا، كما ضيّق على التّجارة وأعمال الصّيرفة والإقراض باعتبارها ربًا، وهكذا تحوّلت مكّة من منارة العرب الثّقافيّة والاقتصادية إلى مأوى للّصوص، والرّعاع، وقُطّاع الطّرق والإرهابيّين.

هل اكتفى محمّدٌ بهذا الدّمار لمسقط رأسه؟

لم يكتفِ محمّدٌ بهذا الدّمار لمكّة، بل باشر بالتّضييق على سكّانها من أتباع العقائد الأخرى، والّذين نالهم حقده دون رحمةٍ، فأرغم اليهود على ارتداء لباسٍ مُعَيّنٍ، شيءٌ تعلّمه هتلر لاحقًا، وأرغم المسيحيّين العرب على التحوّل إلى عقيدته عنوةً، وإلا ابتزّهم ماليًّا بشيءٍ أسماه (الجزية)، ونصّب محمّدٌ نفسه ملكًا للعرب مدى الحياة، ووكيلاً حصريًا لله على الأرض، وأرغم الجميع على دفع أتاوات شخصيّة له أسماها (الزّكاة)، كما أصّل محمّدٌ ثقافة الحقد والكراهيّة والوحشيّة تجاه الآخر المختلف، ولم ينسَ أن يقنّن احتقاره للمرأة بنصوصٍ شرعيّةٍ تمنحها نصف ميراث الرّجل ونصف شهادته، ومعاملتها معاملة الحمار والكلب الأسود.

الخلاصة

قصّة محمّدٍ مع مكّة قبل أربعة عشر قرنًا هي نفسها قصّة المسلمين مع العالم المتحضّر اليوم، الشّعور المزمن بالنّقص الّذي يولّد الدّمار بدلاً من الإنجاز.
خسر محمّدٌ المعركة الفكريّة مع قريشٍ، فماذا فعل؟ لجأ إلى السّيف، وهذا هو حال المسلمين العاجزين عن بناء أيّ نوعٍ من الحضارة في يومنا هذا لمنافسة الغرب، فماذا يفعلون للتّعامل مع عجزهم؟ يفجّرون أبراج مانهاتن وحافلات لندن وقطارات مدريد، ويحرقون سفارات الدنمارك والسّويد، ويخطفون عمّال الإغاثة، وينحرون الصّحفيّين أمام عدسات التّصوير، ويفجّرون أنفسهم، ويدمّرون أوطانهم، وينحرون أبناء جلدتهم، وبعد كلّ هذا يمتلك البعض الجرأة والصفاقة للقول علنًا: إنّ هؤلاء لا يمثّلون الإسلام!
لِهؤلاء أقول: “بل يمثّلون الإسلام بدقّةٍ ووضوحٍ”، لأنّ أفعالهم متطابقةٌ تمامًا مع ما فعله محمّدٌ عندما كان حيًّا، فهو الّذي قطع رقاب سادات قبيلته بعدما أسماهم (المشركين الكفّار)، وهو الّذي نحر سبعمائة يهوديٍّ بعد أن اتّهمهم بخيانته، وهو الّذي أمر بقتل امرأةٍ ترضع طفلها؛ لأنّها شتمته.
لدى المسلمين شعورٌ مزمنٌ بالدّونيّة والنّقص تجاه الآخر، وإلّا كيف نفسر المبالغة غير الطّبيعيّة في تبجيل وتقديس رموزهم؟ فالقرآن كريمٌ والمصحف شريفٌ، وكذلك الحديث والذّكر حكيمٌ، والسّيرة عطرةٌ، والصّحابة رضي الله عنهم، وعليٌّ كرّم الله وجهه، والخلفاء راشدون ومكّة مكرّمة، والكعبة مشرّفةٌ والمدينة منوّرةٌ، ورمضان كريمٌ وشهرٌ فضيلٌ، والحرمان شريفان، وعندما يموت المسلم الغنيّ يقال: طيّب الله ثراه، وأمّا الفقير فليس له سوى الله يرحمه (حتّى في الموت طبقيّةٌ)، وطبعًا لا ننسى الرسول صلعم، لم يبقَ إلّا ناقة محمّدٍ العضباء وحماره عفير لم يبجلاهما!

 إنّ سبب هذه المبالغة في التّبجيل هو الشّعور المزمن بأنّ العكس صحيحٌ، ولا بدّ من التّعويض عن ذلك، على الأقلّ لفظيًّا، فالقرآن مجرّد طلاسمٍ وجملٍ قصيرةٍ غير مترابطةٍ لا يفهمها أحد حتّى المسلمون؛ لذلك يحتاجون إلى دجّالين – عفوًا أقصد اخصائييّن – في الشّريعة ليفسروا معناها، أمّا السّيرة والحديث فهما كلامٌ خطّه كتبةٌ من أذربيجان وأوزبكستان بعد أربعمائة سنة من ممات محمّدٍ لملء الفراغات في قصصه، والكعبة مجرّد مبنى مكعّب يعبده المسلمون لاعتقادهم أنّ جنّيًّا اسمه الله يقطنه، وهلمّ جرًّا، ولا أحد يصدّق هذا الهراء إلّا المسلمون أنفسهم.
المسلم المخلص لعقيدته إنسانٌ غير سويٍ بالضّرورة؛ لأنّه يقلّد في قناعاته وأقواله وأفعاله إنسانًا غير سويٍّ، فالمسلم يفتخر باحتقاره للمرأة حتى في حديثه العام في المقاهي والجلسات، ولا نستغرب أبدًا لو نسمع رجلاً ليومنا هذا يقول: ” المرأة – أكرمكم الله – “.
  • المسلم يعبّر عن حقده على اليهود والمسيحيّين خمس مرّات يوميًّا بالدّعاء عليهم وشتمهم عند قراءة الفاتحة.
  • المسلم يمنع أصحاب الدّيانات الأخرى من ممارسة عباداتهم في العلن امتثالاً لقول رسوله: “لا يجتمع دينان في جزيرة العرب”.
  • المسلم لا يصافح أخته المسلمة؛ لأنّها نجاسةٌ تبطل الوضوء.
  • المسلم يسلب غير المسلم حقّ المواطنة، فقط لأنّه غير مسلمٍ.
  • المسلم مستعدّ أن يزجّ جرّاح دماغ في السّجن لمدّة شهرٍ، فقط لأنّه شرب كوب ماءٍ في شهر رمضان خارج غرفة العمليات.
  • المسلم يمنع بناته من الخروج من مدرسةٍ تحترق لعدم وجود محرم معهنّ.
  • المسلم مستعدٌّ أن يحرق معلّمة أطفال؛ لأنّها سمّت دميةٌ على هيئة دبٍّ بمحمّدٍ.
  • المسلم مستعدٌّ أن يقتل أباه، فقط لأنّه غيّر رأيه في الإسلام.
  • المسلم مستعدٌّ أن يقتل أمّه إذا شتمت رجلاً مات قبل قرونٍ اسمه محمّدٌ.
  • المسلم غير ممانعٍ لزّواج طفلةٍ عمرها تسع سنوات وممارسة الجنس معها.
باختصارٍ، المسلم اليوم عبارة عن حزمة متحرّكة من العقد النّفسيّة، لا لشيءٍ سوى تقليده الأعمى لمريضٍ نفسيٍ عاش قبل ألفٍ وأربعمائة عامٍ، فقط لا غير.
المسلمون اليوم صنفان لا ثالث لهما: المسلم المخدوع، والمسلم الدّجّال. أمّا المخدوع فهم الأغلبيّة العظمى الّتي تضيّع وقتها وأموالها وجهدها، بل حتّى صحّتها الجسديّة والنّفسيّة في تقديس خزعبلات محمّدٍ، سواء مارستِ الإرهاب أم لم تمارسه. وأمّا الدّجّال فهو كلّ من يزداد رصيده المصرفي، وترتفع مكانته وشهرته حول العالم بسبب غباء المخدوع.


0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

شكراً لمروركم الكريم
يرجى ان يكون تعليقك يخص نفس الموضوع
سوف يتم الرد عليكم ان وجد في سؤال يخص الموضوع
ان كان التساؤل لا يخص الموضوع سوف يتم تجاهله

 
من ثمارهم تعرفونهم © 2016. جميع الحقوق محفوظة. نقل بدون تصريح ممنوع اتصل بنا
Top
UA-73541286-1