يسعى تنظيم داعش الإرهابي إلى التسويق لنفسه بشتى الطرق، إلا ان الإفادات التي تظهر بين الفينة والفينة لهاربين من بطشه، أو فارات من أسره، تظهر فظائع التنظيم بشكل أكبر، وتسلط الضوء على تفاصيل عمل هذه المنظمة الشيطانية.


من هؤلاء رقيب سابق في الجيش العراقي، يدعى كرم سعد، من سكان الموصل، والذي سجنه التنظيم في يونيو (حزيران) 2014، بعد سؤاله عما إذا كان "لا يزال وفياً للعراق"، والذي تمكن من مشاركة قصته مع موقع "إندبندنت جورنال" الأميركي.



وفي هذا السياق، يؤكد سعد أنه تلقى أعتى التدريبات بواسطة القوات الأميركية التي كانت في العراق، لذا كان مجهزاً لـ "تحمل الظروف شديدة الصعوبة"، مشيراً إلى أن التنظيم استعمل أسلاكاً كهربائية على ظهره، بعد وضع كيس مليء بالماء حول رقبته، في محاولة للحصول على معلومات منه.



وأضاف الرقيب العراقي: "كل ما يسمحون لك بأكله يومياً هو قطعة خبز وتفاحة، لكنك تتجنب أكل هذه الأخيرة خوفاً من أن تكون مسمومة".



وأوضح سعد كيف يتعامل هؤلاء الإرهابيون مع المسيحيين، قائلاً: "لقد كانوا يعذبونهم بطرق فظيعة، والكثير منهم ماتوا في الأسر"، متابعاً: "كانوا يضعونهم فيما يشبه التوابيت، ويضرمون النار فيها".



وأشار الرقيب إلى أنه لم يقضِ سوى ثلاث ليالٍ في السجن، كان باله مركزاً حينها على عدد الحراس، وأي مؤشرات على ضعف التغطية الأمنية للتنظيم في السجن، مضيفاً: "كان في الحمام نافذة، يمكن عبرها الوصول إلى السطح"، لافتاً إلى أن الأسطح في العراق مستوية تماماً، ما يسمح بالقفز من سطح إلى آخر.



ونظراً لأن عناصر التنظيم كثيراً ما كانوا يتركون السجن، ويتنقلون في سياراتهم بحثاً عن المزيد من السجناء، لم يكن يتبقِى سوى حارس واحد أو اثنين في السجن، وهو الأمر الذي أحسن سعد استغلاله، بقوله: "سرقت ملعقة وقمت بتحويلها إلى سكين، بنية قتل أحد الحراس، بعد أن طلبت منه أخذي إلى الحمام، إلا أنني لاحظت وجود حارس آخر خلفنا، يحمل مسدساً، لذا استغنيت عن فكرة القتل، إلا أنني تمكنت من ضرب مقاتل داعش الذي كان بصحبتي، ثم وصلت إلى السطح وهربت".



إلا أن ثمن الهروب كان قاسياً، حيث ذهب عناصر من التنظيم إلى منزل عم سعد، وقاموا بقتله وزوجته وأطفاله.



ويروي الرقيب العراقي كيفية تحرير العديد من المناطق التي كان فيها مستعبدون جنسياً من قبل داعش، معتبراً أنها "اللحظة الأكثر عاطفية في حياتي كجندي، ويؤلمني كيف يقبل الأسرى الذين نحررهم أرجلنا، شكراً لنا، وكأننا آلهة، ولسنا جنودا!".



وانتقد الرقيب العراقي السابق سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في التعامل مع التنظيم الإرهابي، مشيراً إلى أن الضربات الجوية ضد داعش ليست كافية، وأن التحالف لا يفلح سوى في غارة أو اثنتين، لكن في معظم الوقت، فإن الاستراتيجية التي تقودها أميركا لا تؤتي ثمارها البتة.



وفي الختام، يشير تقرير "إندبندنت جورنال" إلى أن سعد لا يزال رقيباً في الجيش العراقي، يحارب مقاتلي داعش الإرهابيين على الجبهة.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

شكراً لمروركم الكريم
يرجى ان يكون تعليقك يخص نفس الموضوع
سوف يتم الرد عليكم ان وجد في سؤال يخص الموضوع
ان كان التساؤل لا يخص الموضوع سوف يتم تجاهله

 
من ثمارهم تعرفونهم © 2016. جميع الحقوق محفوظة. نقل بدون تصريح ممنوع اتصل بنا
Top
UA-73541286-1