أين قال المسيح أنا الله فاعبدوني؟

سمعت بأحد الدعاة المسلمين يتجول في كنائس غربية متحديا المسيحيين بمطويات تقول: أين قال المسيح أنا الله فاعبدوني، وهي عبارة يرددها الكثير من المسلمين اليوم، اتصلت هاتفيا بهذا الداعية في يوم من الأيام، وحين بدأ الحوار بيننا لم تمض دقائق حتى كرر نفس السؤال:

ـ أين قال المسيح أنا الله فاعبدوني؟

قلت له: أولا هل تؤمن بكل كلمة قالها السيد المسيح في الإنجيل؟ لأنه لا داعي أن أتعب نفسي وآتيك بكلمات المسيح إن كنت في الأخير ستقول لي أنها محرفة.

قال: أنا أومن بكل كلمة قالها المسيح بطريقة مباشرة، أي الكلمات التي المكتوبة باللون الأحمر في بعض الترجمات الإنجليزية، أما ماعدا ذلك فلا أومن به.

قلت له: هذا جيد، على الأقل هناك أرضية مشتركة نبدأ منها، دعني أولا أفترض معك أن المسيح مجرد إنسان وليس هو الله، ودعنا معا نأخذ بعض أقواله وندرسها ونستنتج منها طبيعة المسيح في الأخير، دع طبيعة المسيح تكون هي النتيجة الأخيرة وليست هي البداية.

اتفق معي هذا الداعية على المبدأ، ثم بدأت في عرض بعض أقوال المسيح.

الموجود في كل مكان:

قلت له دعنا نفتح إنجيل متى حيث يقول المسيح لتلاميذه عن الصلاة حين يجتمعون: "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" (متى 18 آية 20) هل هناك شخص يستطيع التواجد في كل مكان اجتمع فيه اثنان من أتباعه أو ثلاثة؟ هل هناك أي إنسان يستطيع التواجد في مكانين في نفس الوقت؟

أجابني الداعية: لكن المعنى أنه يكون معهم بمعنى رمزي فقط أي أنه موافق على كلامهم.

أجبته بأن السياق كان حرفيا فهو يتحدث عن صلاة واجتماع حرفي وبالتالي ف كلمة "حيثما" تفيد المكان، وكلمتي "في وسطهم" تعني المكان أيضا، فوق كل هذا لا يحق لك أن تفسر برأيك، فأنا لا أعطي لنفسي الحق في تفسير القرآن من عندي بل ألجأ لكتب المفسرين المسلمين ولذلك عليك أن تلجأ لكتب المفسرين المسيحيين، والمفسرون المسيحيون اتفقوا على أن المسيح قصد هنا التواجد الحرفي بين أتباعه حيث يسمع صلاتهم.

غافر الذنب:

بعدها انتقلت إلى مسألة أخرى في نفس الإنجيل قال السيد المسيح للمفلوج الذي قدموه له ليشفيه: "مغفورة لك خطاياك" (متى 9 آية 2) ولم يقل ذلك فحسب بل أعلن أن له سلطانا أن يغفر الخطايا حيث قال "لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا" (متى 9 آية 6) وهذه الآيات مكتوبة باللون الأحمر لأنها كلام المسيح المباشر.

هنا تدخل الداعية الذي يبدو أنه متمرس في النقاش مع المسيحيين، فقال لي: المعنى بكل بساطة أن المسيح يسامح المذنبين إليه، فالمسيحيون يقولون في الصلاة الربانية: اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. (متى 6 آية 12) هل هذا يعني أنهم آلهة لأنهم يغفروا للناس ذنوبهم؟

تدخلت هنا وقلت له: كلامك صحيح المسيحيون يصلون تلك الصلاة ويغفرون للمذنبين إليهم بمعنى "المسامحة"، لكن المسيح لم يسامح المفلوج لأنه أذنب إليه، فالمفلوج لا تخبرنا الأناجيل أنه التقى المسيح من قبل فكيف يسيء إليه وهو لم يلتق به؟ وفوق ذلك كله لم يقل له المسيح: "لقد غفرت لك ذنبك في حقي"، بل قال :"مغفورة لك خطاياك" بصفة مطلقة، يعني كل الخطايا دون استثناء، ثم ما معنى قول المسيح أن له سلطانا أن يغفر الخطايا إن كان المعنى فقط هو مسامحة المذنبين إليه؟ كل شخص يمكنه أن يقول ذلك، لكن المسيح أعلن تميزه بهذا السلطان عن باقي البشر وإلا فلا معنى لكلامه ولا داعي لأن يقوله أصلا. بل حتى اليهود أدركوا ذلك وقالوا بأنه "يجدف" (متى 9 آية 3) لأن كلامه يعني أن له القدرة على مغفرة الخطايا، وقد تكرر نفس الأمر مع المرأة الخاطئة التي بكت عند رجليه (لوقا 7 آية 48).

رب السبت:

لم يجد صديقي جوابا فقال لي أهذا هو جوابك على سؤال أين قال المسيح أنا الله فاعبدوني؟

قلت له إننا الآن نحلل شيئا فشيئا والنتيجة سأتركها لك، وسنتوصل لها في الأخير، دعني أنتقل إلى نقطة أخرى، كان السبت مقدسا عند اليهود وعندما جاع تلاميذ المسيح في أحد السبوت قطفوا سنابل وأخذوا يفركونها ولما احتج رجال الدين اليهود على هذا العمل بحجة أنه يكسر وصية السبت قال لهم المسيح متحدثا عن نفسه "إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا" (متى 12 آية 8، مرقس 2 آية 28، لوقا 6 آية 5) فهو أعلن بأنه هو سيد السبت أتعرف من هو سيد الأيام وسيد السبت؟ أتعرف من شرع وصية السبت؟ إنه الله نفسه، هو رب السبت وهو من شرع وصية السبت في التوراة. لم يكن صديقي ينتظر هذه الآية فسألني: هل هي كلام المسيح المباشر؟ قلت له نعم ومكتوبة بالأحمر كما تريد.

make-money-234x60-2

الذي رآه فقد رأى الله:

تركت الداعية يقلب نسخته من الإنجيل ليتأكد بنفسه وقلت له سأضيف نقطة أخرى قبل أن نختم نقاشنا، لقد قال السيد المسيح بصريح العبارة الذي رآني فقد رأى الآب، أي الله (يوحنا 14 آية 9)، هنا انتفض الداعية وقال لي: ولكنه لا يعني ذلك حرفيا، بل يعني فقط أن الذي رآه فقد رأى أعمال الله العظيمة من معجزات وبالتالي وكأنه رأى الله بمعنى مجازي. هنا تدخلت وقلت: أين قال المسيح: من رآني فقد رأى أعمال الله؟ هل تحرف كلامه لتصل لمبتغاك؟ لقد قال حرفيا: الذي رآني فقد رأى الله، لم يقل أعمال الله، ولم يقل معجزات الله، بل قال الله نفسه "الآب". ثم ألم نتفق ألا تقحم تفسيرك بل أن تعود لتفاسير الإنجيل كما أعود أنا لتفاسير القرآن إن أردت أن أفهمه؟ لقد كان المسيح يرد على تلميذه الذي طلب رؤية حرفية لله، فقال له أن رؤية المسيح تساوي وتعادل رؤية الله وبما أن طلب التلميذ كان حرفيا فالرد ينبغي أن يكون حرفيا، هل يستطيع أي إنسان في العالم مهما بلغت قداسته أن يقول لأتباعه: من رآني فقد رأى الله؟ ألا يقول المسيح هنا أنه هو الله؟ أليس هذا جوابا على سؤالك؟

في الأخير قلت للداعية: هناك الكثير من الآيات التي قالها المسيح عن نفسه ولا تفسير لها إلا كونه هو الله الظاهر في الجسد، فالمسيحيون لم يؤلهوا المسيح بل هو من أعلن لهم عن طبيعته مرات كثيرة وما كان منهم إلا أن صدقوه وقبلوا كلامه، لأنه برهن لهم أنه صادق بآيات ومعجزات كثيرة. استمرت المكاملة ولكن الداعية ظل يقول لي أنه يطلب تلك العبارة بالذات، وكأنه يقول لي: رغم أن المسيح يوجد في كل مكان، ويغفر الذنوب، وهو رب السبت، ومن رآه فقد رأى الله، لكنه رغم ذلك ليس هو الله.

2 التعليقات Blogger 2 Facebook

  1. ههههههههههههه أولا انا لا أصدق القصة لأننا عندما ندعوكم للمحاضرة تهربون فمن المستحيل ان تتصل انت بنفسك وهذه القصة مؤلفة وما دمت متخفيا فأنا انسف كلامك بكل سهولة لعدم مصداقيتك

    ردحذف
  2. ارى يامن تطلق على حالك حقيقة الاسلام انك ما قادر ترد على الموضوعات التي تخص دينك...اما بخصوص القصة تصدقها او لا تصدقها هاد امر يخصك ...اما بخصوص كوننا متخفيين فارى انك تظهر حالك وانا مو واخد بالي..هع هع هع :d

    ردحذف

شكراً لمروركم الكريم
يرجى ان يكون تعليقك يخص نفس الموضوع
سوف يتم الرد عليكم ان وجد في سؤال يخص الموضوع
ان كان التساؤل لا يخص الموضوع سوف يتم تجاهله

 
من ثمارهم تعرفونهم © 2016. جميع الحقوق محفوظة. نقل بدون تصريح ممنوع اتصل بنا
Top
UA-73541286-1